يُعدّ اختيار مدرسة لطفلك قرارًا كبيرًا يُحتّم عليك التّفكير في نظام التّعليم المبكّر الّذي تفضّله لطفلك. هماالمنهاجان الأكثر شيوعًا للأطفال المتراوحة أعمارهم بين أربعة شهور وخمس سنوات. الأفضل لطفلك يعتمد على المنهجية التي تفضّلها. كلا النظامين يتمحوران حول الطفل وتنشئته ولهما مناهج بديلة للتعليم.
أهمية التعليم المبكّر:
إن التّعلّم الّذي يتلقّاه الطّفل في السّنوات الأولى من عمره، الفترة المتراوحة من الولادة وحتى سنّ الخامسة ، تُكوّن الأساس لبقيّة حياته لأنّ هذه المرحلةهي الّتي ينمو فيها دماغ الطّفل ويتعلّم خلالها أكثر من أيّ وقت في حياته. يحدث ذلك معه من خلال مراقبة ، سماع ، نسخ ، وتبنّي سلوكيات الأشخاص المحيطين به. ومن ثمّ ، ليضمن أهالي الأطفال والرضّع أنّ ما يتّعرّض له طفلهم سيثمر نتائج إيجابيّة ويساعد على إرضاء فضوله وبناء ثقته بنفسه، من المستحسن أن يتلقّى بعض التّعليم ما قبل الالتحاق بالحضانة. لهذا السبب يجب على الأهل التفكير مليًّا بالخيارات قبل اختيار أيّ من النّهجين.
مزايا تعليم الطفولة المبكرة
لقد لوحظ أن التّعليم في مرحلة الطفولة المبكرة يساعد الطّفل على التكيّف بشكل أفضل أثناء نموّه والانتقال إلى المدرسة. تشمل مزايا نظام التّأسيس في السّنوات الأولى على ما يلي:
المهارات الاجتماعية: يتعلّم الأطفال التّفاعل مع الآخرين، أكانوا أطفالًا أم بالغين، خارج نطاق العائلة والأصدقاء، ممّا يضع الأساس لسلوكه الاجتماعيّ. يساعدهم هذا التفاعل على اكتساب مهارات الاتصال الحيويّة وتكوين علاقات دائمة. يتعلّمون من خلالها قيم العيش في مجتمع يكون فيه التعاون والمشاركة والمساعدة أمرًا ضروريًّا.
التّواصل: يتعلّم الأطفال التّواصل واكتساب المهارات اللّغويّة الّتي ستساعدهم في السّنوات اللّاحقة، كما أنّه يساعد على تحسين مفرداتهم ومهاراتهم الصّوتيّة.
اكتشاف الاهتمامات والمواهب: تساعد الحضانة على تحديد اهتمامات طفلك ومواهبه في مرحلة مبكّرة.
التعرّض للتّنوّع: عندما يتعامل الأطفال مع أطفال وبالغين من جنسيّات وخلفيّات مختلفة(عرق ، دين وماإلى ذلك)، يعون حقيقة تنوّع الجنس البشريّ والظروف الاقتصاديّةالمحيطة بهم.
مونتيسوري أو ريجيو إميليا:
أيّهما نختار؟
يعد لكلّ من نظاميّ ريجيو إميليا و مونتيسوري خيارات ممتازة ومختلفة للأهل الّذين يبحثون عن نهج فريد وبديل للتّعليم ، خاصة في المرحلة التأسيسيّة الأولى ((EYFS النظام البريطاني للتعليم المبكر . في حين أن هناك العديد من أوجه التشابه بين النظامين ، فإن كل نهج منهماتقارب مختلف تجاه EYFS النظام البريطاني للتعليم المبكر. يجب أن نكون على دراية بالنّهج المتبّع في طريقة تعلّم كلا النظامين حتّى نتمكّن من اتّخاذ قرار مستنير وحاسم. سنقدّم مقارنة بينهما للمساعدة في جعل القرارأسهل.
نظام مونتيسوري
تأسّس على يد الدكتورة ماريّا مونتيسوري في روما ، إيطاليا حيث تمّ افتتاح أول مدرسة مونتيسوري في عام 1907. ويستند هذاالنّظام على فكرة أنّ الأطفال يتعلّمون من محيطهم ويستوعبون المعلومات من خلال الاستكشاف بأنفسهم والتّوجّه الذّاتي.
نظام ريجيو إميليا
احتاج فترة ما بعد الحرب في إيطاليا إلى إعادة التّفكير في الأساليب التقليدية للّرعايةوطريقة التّقارب من الأطفال. وضعت لوري مالاغوزي (Lori Malaguzzi)، وهي معلّمة، بمساعدة أهالي مدينة ريجيو إميليا ، نظامًا ساعد في رعاية الأطفال عند توجّه الأهالي إلى العمل. هذا النّظام يركّزعلى الطّفل ويؤمن بأنّ كل طفل هو بحدّ ذاته فريد من نوعه و يتيح له التّعلّم واستكشاف بيئته من خلال اللعب المتوقّف على التّعاطي الاجتماعيّ والثقافيّ.
مقارنة بين ريجيو إميليا ومونتيسوري
في حين أنّ كلا النّظامين يركّزان على الطّفل ويعتقدان أنّه يمكنه التعلّم من خلال استكشاف الذات ، إلا أن هناك بعض الاختلافات في منهجية كلّ من الاثنين. كلا النظامين لهما نهج شامل لاكتساب المعرفة من قبل الطّفل ولكنّهما يتبعان مسارات مختلفة لنفس الهدف.
دعونا نلقي نظرة على الاختلافات الرئيسيّة بينهما.
المنهج: هناك منهج متّبع في نظام مونتيسّوري، يشمل الرياضيّات واللّغات والعلوم الاجتماعية وما إلى ذلك. في نظام ريجيو ايميليا، لا يوجد منهج محدّد مسبقًا. لقد طُوّرت الدّروس بناءً على منهجيّة الفصول الدراسية وكيفيّةالاستجابة لها. تعتمد الأنشطة بشكل عام على المشاريع المناسبة للدّروس لتناسب اهتمامات الفصل بشكل عام.
اعداد الفصل الدراسي: يحتوي الفصل الدراسي في نظام مونتيسوري على مواد تعليمية معيّنة مدمجة مع مساحة للسّماح للطّفل بمتابعة اهتماماته. تحتوي الفصول الدراسية على مزيج من المساحات الأرضيّة والطاولات والكراسي. من ناحية أخرى ، يقسم نظام ريجيو اميليا مساحة الفصل الدراسي بين أحجام مختلفة من المجموعات.
دور المعلّم: دور المعلّم في نظام مونتيسوري غير مزعج. يوجّه عملية التعلّم دون تدخّل كبير. في المقابل، أمّا في نظام ريجيو إميليا فدور المعلم هو أكثر استباقيّة، يمكن أن يكون متعاون ومشارك وكذلك مستشار ومراقب.
أمّا الان فلنلقِ نظرة سريعة على أوجه التشابه والاختلاف بين النظامين:
مقارنة بين ريجيو إميليا ومونتيسوري
| مونتيسوري | ريجيو اميليا | |
| النّهج | شمولية غير تقليدية تتمحور حول الطّفل | شمولية غير تقليدية تتمحور حول الطّفل |
| دور المعلم | مراقب، متعاون ميسّر | متعاون ومحرّض للتّحدّي. متعدّد الأدوار حسب حاجة الطفل |
| الطّفل | يُنظر إليه على أنه كائن ذكي بالفطرة | يُنظر إليه على أنه عقل وجسد وروح ، متجذّر بعمق في الثقافة |
| الطّريقة | يتمّ تشجيع الأطفال على استكشاف المواد التعليميّة والألغاز وتقويم ذواتهم بمفردهم أو في مجموعات صغيرة. مراحل نموّ صارمة | يعمل الأطفال في مجموعات. الأنشطةقائمة على المشاريع وضمن مجموعات صغيرة. يشجّع المعلّم على الاستكشاف والتعلّم. يتعلم الأطفال من التفاعل. تعدّ مشاركة المحيط والوالدين جزءًا مهمًّا من التعليم. لا توجد مراحل تنمويّة محدّدة. |
| المنهاج الدّراسيّ | محدّد مسبقًا. يمكن تحجيمه إلى المستويات الابتدائية والثانوية | لا يوجد منهج محدّد مسبقًا. يتسّم التعلم بالسلاسة ويعتمد على استجابة واهتمام الأطفال. لا يمكن تحجيمه على المستويين الابتدائيّ والثانويّ |
| التّركيز | الاستقلاليّة | الاعتماد |
| جمع الأدلة | من خلال الملاحظة | من خلال التوثيق |
| الهدف | الاستقلاليّة والحرية والقيادة | التواصل ، والاعتماد المتبادل ، والمجتمع ، كون الطّفل مسؤولًا |
استنتاج:
نختم بالقول، انّ النظامين قد يكون لهما بعض أوجه التشابه ، ومقاربات متنوّعة وانّما تختلف أهدافهما التنمويّة للطّفل. عليك أن تقرّر الصّفات الّتي تودّ أن تراها مغروسة في طفلك قبل الاختيار.
استخدمت حضانة غرين غراس أساليب متعدّدة لتحقيق أفضل النّتائج لكلّ طفل. في السنوات العشرة الأخيرة في مجال التّدريس في مرحلة ما قبل المدرسة ، وجدنا أن طريقة ريجيو اميلياأكثر ملاءمة للطّفل فإنّنا نتبنى أحيانًا نهجًا هجينًا لإفادة كلّ طفل على حدى في مراحل معيّنة من نموهم.
إذا كنت مقيمًا في دبي وتبحث عن مدرسة تتبع نظام ريجيو اميليا، تعال وتحدّث إلينا في حضانات غرين غراس .
مسؤولة القسم العربي
